دينا محمود (لندن)

أعربت روابط مشجعي نادي «روما» الإيطالي لكرة القدم عن غضبها الشديد، حيال التقارير التي تشير إلى رغبة النظام القطري في شراء الفريق، في سيناريو مماثلٍ لما حدث في عام 2011 مع فريق «باريس سان جيرمان» الفرنسي، وذلك في إطار الاستراتيجية، التي تتبناها الدوحة لتوسيع ممتلكاتها من الأصول الاقتصادية والعقارية والرياضية في الدول الغربية.
وقال موقع «كييزا دي توتي» - المعني بآخر أنباء الفريق الإيطالي ومشجعيه - إن هذه الصفقة، إن تمت، ستثير كثيراً من «الجدل»، خاصةً أن التقارير الإخبارية، التي تتردد بشأنها، تتحدث عن أن الدوحة ستوكلها إلى «جهاز قطر للاستثمار»، وهو أحد الصناديق السيادية التابعة للدويلة المعزولة، والذي يكتنف الغموض كثيراً من «أنشطته الاستثمارية» في الغرب.
وأشار الموقع إلى أن الجهاز – الذي يستحوذ على «باريس سان جيرمان» منذ ثماني سنوات – ليس إلا واجهةً للحكومة القطرية، التي تحاول باستماتة «توسيع محفظتها الرياضية ودخول الجزيرة الإيطالية»، ودوري كرة القدم، الذي يدور على أراضيها، ويحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ في العالم العربي. وفي تقريرٍ حمل عنوان «روما يستقطب اهتماماً بالشراء من جانب قطر»، شدد الموقع الإلكتروني الإيطالي على أن الصندوق السيادي القطري يضع في اعتباره محاولة شراء فريق «آيه سي ميلان»، الذي يحتل حالياً المركز الرابع في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى في بلاده، إذا فشلت مساعيه للاستحواذ على «روما» الذي يحل سادساً على الجدول نفسه. لكنّ خبراء إيطاليين رجحوا أن يركز القطريون اهتمامهم على «روما»، لأنه من الفرق التي تحظى برعاية شركة «الخطوط الجوية القطرية»، جنباً إلى جنب مع فريق «بوكا جونيورز» الأرجنتيني، وأنديةٍ أخرى. وأشار «كييزا دي توتي» إلى أن النظام القطري يحاول الاستفادة من جماهيرية فريق «روما» - باعتباره يمثل في أنظار الكثيرين الفريق الرئيس المُمثل للعاصمة الإيطالية - من جهة، واستغلال المشكلات المالية، التي يعاني منها النادي، برغم أنه بيع قبل 8 سنوات في صفقةٍ شهيرةٍ، تمت بين آل سينسي الإيطاليين، ومجموعةٍ ماليةٍ أميركيةٍ كبرى من جهةٍ أخرى.
ويندرج المخطط القطري للتسلل إلى الدوري الإيطالي في إطار استراتيجيةٍ يتبناها «نظام الحمدين» منذ سنوات، ونسج في إطارها صلاتٍ بالعديد من الفرق الكروية في العالم، بدءاً بتلك التي تتنافس في بطولات الدوري الإنجليزي والإسباني والفرنسي، وصولاً حتى إلى فرقٍ تلعب في الدوري الإندونيسي، عبر استغلال مؤسساتٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ وإعلاميةٍ تابعةٍ للدويلة المعزولة.